أحزمي خبراتك وقدميها للآخرين بعد تقاعدك

أحزمي خبراتك وقدميها للآخرين بعد تقاعدك

بقلم : دلال عبدالرزاق مدوه

هل تحلمين أن تكوني شخصية مؤثرة؟

هل تتخيلين نفسك إنسانة ملهمة؟

هل تتوقين إلى ترك بصمة في المجتمع؟

هل تتمنين أن تنقلي خبراتك وعلمك للآخرين؟

تأملي حياتك وما أنتِ عليه اليوم… وعودي بذاكرتك إلى الوراء…

هل كان هناك شخص ما يلهمك في حياتك؟ وهل وجدتِ من يرشدك ويوجهكِ في الاتجاه الصحيح لتحقيق أحلامك؟ وهل كان هناك من يدعمكِ للوصول إلى هذا المكان الذي تقفين فيه حالياً؟

تخيلي كيف ستكون حياتكِ دون أي إرشاد أو توجيه أو إلهام؟

فإذا عدتِ إلى دروس الماضي، والشخصيات الملهمة في حياتك، وعرفتي معني الإلهام، ومدى قدرته على تغيير حياة الناس، والتأثير عليهم، فقد حان الوقت لتبدئي في وضع هذه الدروس موضع التنفيذ.

فمن طبيعتنا البشرية أننا نتعلم، وننمو، ونكتسب أشياء، ومهارات نفيد بها أنفسنا، ونستطيع كذلك أن نفيد بها الآخرين.

لذا بدلاً من الاستحواذ على هذه المكتسبات والاحتفاظ بها، حان الوقت للبدء في العطاء، والتأثير الإيجابي على الناس، والتحول إلى نموذج مؤثر يحتذى به.

إن القدرة على إلهام الناس، والتأثير عليهم ليست مجرد هبة يمتلكها البعض، ولكنها أيضًا مورد ثمين يمكن مشاركته مع الآخرين.

فتحويل معرفتكِ، ومهاراتك، وخبراتك، وتجاربك، إلى محتوي رقمي عالي الجودة، أو منتج ذو قيمة عالية، تساهمين من خلاله بخدمة مجتمعك، أو تعملين عن طريقه على مساعدة غيرك، يعزز من تأثيرك المجتمعي، ويساعدك على ترك بصمة، وأثر معرفي قوي، وكما قال مايكل أر.هنتر Michael R. Hunter  خبير العلامات التجارية الشخصية ومؤسس  موقع PersonalBrand.com :

إن المعرفة لم تعد قوة، بل تقاسم المعرفة قوة.

قد يهمك : أصنعي رؤيتك بعد التقاعد

ومن جهة ثانية فإن تحويل خبراتك إلى محتويات مفيدة، أو منتجات نافعة، قد تساعد في توفير حلول لمشكلات الآخرين، أو تعمل على إلهامهم، وتشجعهم لتحقيق أهدافهم.

فضلاً عن إمكانية استغلال قدراتك ومهاراتك في إرشاد الناس، أو توعيتهم حول أمور معينة، أو تعليمهم مهارات محددة، والذي يمكن أن يتم من خلال عدة أساليب ووسائل متنوعة.

وفي السطور التالية أقدم لك مجموعة من الطرق المتعددة لجمع معرفتك وتقديمها للآخرين بعد التقاعد ومنها:

أنشري كتاب

تعتبر الكتب واحدة من أقدم أشكال المعرفة المتعارف عليها منذ مئات السنين، والتي أستخدمها الناس لتدوين أفكارهم، وآرائهم، وعلومهم، وقاموا بكتابتها من أجل نشر معارفهم وتعليم الآخرين، وحتى يكون لهم بصمة وأثر باقي على مدي التاريخ.  

وسواء كنتِ تشاركين فكرة إبداعية، أو خبرات عملية، يمكن للكتاب توصيل رسالتك بطريقة مختصرة ومباشرة؛ كما يعد تأليف الكتب من العوامل المهمة في بناء المصداقية، والتأثير على الآخرين، من خلال إبراز نفسك كخبيرة في مجالك.

فضلاً عن إمكانية استخدام كتابك بمثابة مرجع لكِ؛ تستفيدين منه في اللقاءات الإعلامية، والمحاضرات الجماهيرية، والدورات التدريبية، أو تستغلينه كمحتوي مقروء، أو مسموع، أو مرئي، في المواقع الإلكترونية، أو وسائل التواصل الاجتماعي، لجذب الناس، وتكوين قاعدة جماهيرية عريضة من المتابعين.

وفي زمن الإنترنت، أصبح نشر كتاب أكثر سهولة من السابق، فلم تعودي بحاجة إلى دار نشر لتصميم وطباعة كتابك، فقد باتت منصات نشر الكتب الالكترونية بديل مناسب لدور النشر، إذ تستطيعين الآن إعداد، وتصميم، ونشر كتاب إلكتروني بكل سهولة، كما أنك الآن لا تحتاجين إلى تخزين نسخ جاهزة ومطبوعة من كتابك، وتوفيرها للمشترين، فقد أصبحت الطباعة عند الطلب عبر المواقع المتخصصة، هي البديل السهل والعملي، مما يحل مشكلة تكدس المخزون، ويقلل من التكلفة المالية.

قد يهمك : حققي حلمك وأكتبي روايتك بعد التقاعد

ويمكن أن يكون الكتاب ركيزة أساسية؛ تساعدك على بناء أُطر العمل الخاصة بك، كما أنه يسمح لكِ بحماية أفكارك الخاصة، والمحافظة عليها من خلال قوانين الملكية الفكرية.

ولجعل فكرة تأليف كتاب أكثر فائدة، حاولي إقرانه بدورة تدريبية، مما يقودنا إلى الطريقة الثانية من طرق جمع معرفتك وتقديمها للآخرين.

قدمي دورة أون لاين

تعد الدورات التدريبية عبر الإنترنت طريقة رائعة لتقديم معارفك للآخرين، وإلهام الناس لتحقيق أهدافهم، وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم.

كما تسمح لكِ بإعداد برنامج تدريبي متخصص، يقدم للناس مهارة محددة، أو حل معين، بصورة متدرجة خطوة بخطوة، إذا يمكنك تعليمهم كيفية فعل ذلك بأنفسهم، من خلال إتباع الخطوات المذكورة في البرنامج لتحقيق تلك النتائج.

وميزة هذه الطريقة هي تسجيل البرنامج وتقديمه مرة واحدة على منصة تدريب إلكترونية، أو على موقعك الشخصي، دون حاجة إلى إعادته كل فترة وبصورة مستمرة، وبالتالي يستفيد منه عدد أكثر من الأشخاص، مما يوفر عليكِ الوقت والجهد والمال، ويسمح لكِ باستثمار وقتك وجهدك في أمور أخرى، أو برامج متعددة، الامر الذي يساعدكِ على توسيع نطاق تأثيرك، وانتشارك بصورة أكبر، بدلاً من اضطرارك إلى تقديم البرنامج الواحد عدة مرات لمجموعات صغيرة، أو خلال فترة زمنية محددة، أو في مكان معين.

كما أنه يسهل على المتدربين الاستفادة من معلوماتك بصورة أكبر؛ نظراً لتوفر المادة التدريبية على الانترنت بصورة دائمة، وفي الوقت الذي يناسبهم، وبما يتلاءم مع ظروفهم، وإمكانياتهم، ودون حاجة إلى انتقالهم لمكان انعقاد الدورة التدريبية.

قد يهمك : التدريب بعد التقاعد فرصة ذهبية وخيارات تعلم لانهائية

تحدثي في محاضرة جماهيرية

تعد المحاضرات الجماهيرية سواء الحضورية، أو المنقولة عبر الانترنت طريقة رائعة لتقديم معارفك وخبراتك للآخرين، وتحقيق مزيد من التأثير، من خلال تواجد عدد كبير جداً من الأشخاص في مكان واحد، أو وقت واحد، ومن دول مختلفة.  

وهي أداة ممتازة لقياس ردود أفعال الناس بصورة مباشرة، والحصول على تغذية راجعة في الوقت الفعلي، كما أنها مكان رائع لاختبار تأثير أفكارك، ومدى تقبلها من قبل الآخرين، وذلك من خلال التحدث مع الحضور ومناقشتهم، والاستماع إلى أسئلتهم، واستفساراتهم.

فضلاً عن أن مشاركتك في المحاضرات الجماهيرية التي تقيمها بعض الجهات المعروفة، وسيلة جيدة لبناء المصداقية والموثوقية، والحصول على أقوى الشهادات من المشاركين والمنظمين، والتي تبرزك كخبيرة متمكنة في مجالك.  

مقالات ذات صلة :

• معاً نبدأ الرحلة … كياني الموقع الأول للمرأة المتقاعدة
• المراحل العاطفية الـ (5) الأكثر شيوعًا للتقاعد
• (4) خطوات مهمة من أجل تقاعد مريح
• التقاعد فرصة ذهبية للتخلص من العادات السلبية

أطلقي نادي للمهتمين بنشاطك

من الطرق الأخرى لتقديم معارفك للآخرين، وجذب الناس إليك، وصناعة تأثير كبير يمتد على مدى طويل، هي إنشاء نادي للمهتمين بمجالك، سواء أكان ذلك النادي موجود بصفة مادية على أرض الواقع، أو هو نادي إلكتروني في موقع على الانترنت.

وهذا النادي سيكون بمثابة مقرك الخاص الذي تنطلقين منه؛ لترك أثرك، وبصمتك الشخصية، وهو نقطة اتصالك بالمجتمع، لصناعة مزيد من التأثير على الآخرين، كما أنه مكمل ممتاز لمساهماتك الأخرى، سواء أكانت كتب منشورة، أو دورات إلكترونية، أو محاضرات جماهيرية، أو غيرها من الأدوات والوسائل المختلفة.

هذا النادي سيمنحك كذلك مزيد من الانتشار بين الناس، الأمر الذي يساعدك أيضاً على تعميق ثقة الآخرين بك، وكسب مزيد من المصداقية، والعلاقات القوية مع مجموعة من الخبراء، والمختصين في نفس المجال.

قد يهمك : تطوعي بعد تقاعدك واتركي أثر في مجتمعك

استضيفي حدثاً مباشرًا

يمكن أن تعزز الأحداث الحية مثل المؤتمرات، والندوات، والمعارض، والأنشطة، والمسابقات، مصداقيتك بصورة لا تتصورينها، فمن خلال جمع الأشخاص معًا في مكان الحدث، فإنكِ تسرعين من عملية التواصل، وتكوين العلاقات، وتوفرين بيئة رائعة لمتابعينك؛ تسمح لهم بإمكانية التفاعل المباشر، والتواصل معكِ، ومع بعضهم البعض.

في الأحداث الحية يمكنكِ الحصول على مركز الصدارة؛ بصفتك ناشرة للمعرفة، وحلقة وصل بين الآخرين، وبذلك فإنكِ سوف تزيدين من تأثيرك الإيجابي، من خلال ظهورك كقائدة للفكر والتميز.

في الفعاليات المباشرة يكون من السهل جذب الانتباه، وإطلاق رسالتك، والتأثير على الجمهور، من خلال رواية القصص الملهمة، ونقل المعارف والتجارب الثرية.

ونظرًا للقيمة المضافة الهائلة التي تقدمينها للناس، سوف تشكلين قاعدة من المعجبين، الذي سيحبون أفكارك، ويصبحون سفراء لكِ في كل مكان.

قومي بتثقيف الناس

بعد التقاعد من المؤكد أنه لديكِ الكثير من الخبرات العملية، والمهارات المتراكمة، والتجارب التي مرت عليكِ أثناء حياتك المهنية، فضلاً عن امتلاكك لكم كبير من الدروس الثرية، والحكمة التي اكتسبتيها من تجربتك في العمل والحياة، والتي باستطاعتك تقديمها للناس، والقيام بتثقيفهم وتوعيتهم، ومنحهم معلومات تساعدهم على التعلم، والنمو، والتحسن، وتطوير مهاراتهم، وذلك من خلال كتابة المقالات النافعة، ونشرها في المواقع الالكترونية المتخصصة في مجالكِ، أو عبر موقعك الشخصي على الانترنت.

كذلك يمكنك توجيه الآخرين ومساعدتهم، وتقديم بعض الحلول لمشاكلهم، من خلال عرض تجاربك الشخصية، والتحديات التي تغلبتِ عليها في حياتك، وذلك عن طريق إطلاق سلسلة من الدروس التعليمية، أو الإرشادات المفيدة، او النصائح العملية، سواء في قناتك الخاصة على موقع يوتيوب، أو تطبيق تليغرام، أو بصورة تغريدات منشورة على صفحتك في تويتر، أو عبر صناعة مقاطع قصيرة، ونشرها على تطبيقات انستغرام، أو سناب شات، أو تيك توك، أو من خلال إعداد بودكاست صوتي، أو تسجيلات مسموعة، ورفعها على المنصات الصوتية المتخصصة مثل: ساوند كلاود، وسبوتفاي،… وغيرها من المواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي. 

قد يهمك : التقاعد هو فرصة لإعادة التفكير في حياتك وفعل شيء مختلف

أخيراً…

هناك العديد من الطرق لتحويل معارفك وخبراتك إلى محتويات مفيدة، ومنتجات نافعة للناس، ولكن هذا الأمر سوف يتطلب منكِ المثابرة، وتكرار المحاولة…

وبمرور الوقت سوف تتمكنين من تحديد المحتويات، أو المنتجات التي يحتاجها مجتمعك بدقة، كما أنه سيكون بإمكانك تقديم حلول معينة لمشكلات محددة، وتحقيق المزيد من النجاح والتأثير والانتشار.

والآن ماذا تنظرين؟

أجلسي وفكري كيف ستقدمين خبراتك إلى الآخرين؟ وأكتبي فكرة أو أكثر للقيام بذلك وحددي ماهي أفضل طريقة لتحقيق تلك الأفكار؟

---