التقاعد… قليل من الجد واللعب كثير من الحب والحنان
بقلم : دلال عبدالرزاق مدوه
هل تذكرين أغنية قديمة كنا نستمع لها ونحن صغار تقول: لعب وجد وحب…عيش أيامك عيش لياليك…خلى شبابك يفرح فيك…؟
وهذا ما يجب أن تكون عليه حياتك بعد التقاعد…
أنظري للفترة القادمة من حياتك على أنها مرحلة جديدة، سعيدة، ممتعة…
بعد أن قضيتي سنوات عديدة من عمرك بالعمل، والجد، والاجتهاد، آن أوان بعض المتعة، والمرح، وقليل من الجدية، والقيود، مع كثير من الحب لنفسك وللآخرين…
أحبي ذاتك وأعتني بها، وساعديها على النمو والارتقاء الفكري، والإيماني، بالقراءة، والتأمل، والعبادة، والتقرب إلى الله…
وأمنحي الآخرين من نبع حبك المتدفق…
فأعطي زوجك، وأبناءك، وأحفادك، جرعات مشبعة من المحبة، والدفء، والحنان…

وتذكري!!!
أن التوازن في الحياة أمر مطلوب من أجل صحة جسدية، ونفسية، سليمة، خالية من الأمراض، والهموم.
ومن أجل تحقيق التوازن المنشود، فإن عليكِ العيش باعتدال، وإعطاء جسدك ما يحتاجه؛ ليكون سليماً ومعافي، من خلال إتباع عادات صحية روتينية منتظمة؛ ومنها:
الحصول على قسط كافي من النوم، وممارسة المشي، والتمارين الرياضية البسيطة، وتناول الأطعمة الصحية، ولا تنسي شرب الكثير من الماء النقي، والحصول على بعض الفيتامينات، والمكملات الغذائية، التي تساعدكِ على تعويض النقص منها في جسدك.
مقالات ذات صلة :
- الفضول رفيقك الرائع بعد التقاعد
- (5) قواعد مهمة لصناعة هويتك الجديدة بعد التقاعد
- كيف تتخلصين من رهبة التقاعد؟
- ارتقي بإيمانك وأسعدي في حياتك بعد التقاعد…(10) وسائل عملية لإيقاظ قلبك وإشعال همتك
وإذا أردتِ المحافظة على سلامتك النفسية، فيجب أن تنتبهي لأفكارك ومشاعرك، فلا تدعي الخوف، والقلق والتوتر يسيطر عليكِ، وثقي بالله سبحانه وتعالى، وتوكلي عليه، وأبدلي تلك المشاعر السلبية، بالهدوء والسكينة والسلام الداخلي، بالإكثار من الصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء والذكر.
وتأملي في أحوال الآخرين، وأحمدي الله دائماً، وكوني ممتنة، وشاكرة له، على ما منحك من نعم وأفضال كثيرة لا يملكها كثير من الناس.

وللوصول إلى أهدافك والشعور بالرضا والسعادة والتوازن الداخلي، من الضروري قيامك بتقسيم وقتك بين اهتماماتك الشخصية، وما ترغبين بتحقيقه من إنجازات أو تطلعات، وبين علاقاتك الأسرية، والاجتماعية، دون أن تنسي تخصيص أوقات للمتعة، والسفر، والتنزه مع الصديقات.
وثقي بنفسك، وأقبلي القيام بالتغيير الإيجابي لأفكارك، وأفعالك، وكلماتك…
وكوني ممتنة لبقائك على قيد الحياة حتى الآن، واختاري الاستمتاع بكل يوم ثمين…
وأسمحي لنفسك بمساحة من الضحك والفكاهة، فشاهدي الأفلام والبرامج الكوميدية، وأجلسي مع أبناءك، أو أحفادك لمطالعة أفلام الكرتون، وبرامج المقالب المضحكة، واستعيدي معهم ذكرياتك الجميلة والمرحة، وأبحثي عن الفكاهة في المواقف المختلفة من حولك، وأضحكي بحرارة، ودعي السعادة تلامس قلبك، والابتسامة تتسلل من بين شفتيك.
يقول الكاتب والمؤلف والمفكر الحائز على جائزة نوبل في الأدب- جورج برنارد شو: أنت لا تتوقف عن الضحك عندما تكبر… أنت تكبر عندما تتوقف عن الضحك…

أخيراً: استيقظي كل صباح واختاري الحب والسعادة، بدلاً من الخوف والتعاسة، وسامحي نفسك على أخطاء الماضي، وأغفري للآخرين زلاتهم، وابحثي يومياً عن طرق جديدة، يمكنك من خلالها التعبير عن الحب والاهتمام، والرعاية لذاتك ولأسرتك.
9 آراء حول “التقاعد… قليل من الجد واللعب كثير من الحب والحنان”